لا تكمن صعوبة التعامل مع النماذج في كونها معقدة بحد ذاتها،
كلا ... فهي إحدى العناصر التي تدعمها لغة HTML وهي مجرد وسوم عادية
مثلها مثل الوسوم التي تعاملنا معها في جميع الدروس السابقة. وبإمكانك إنشاء
النماذج في موقعك بنفس السهولة التي تدرج فيها جدولاً أو إطاراً (هذا بالطبع
إذا كنت تعتقد أن الجداول والإطارات سهلة) لكن التداخل بينها (وأعني النماذج)
وبين لغات البرمجة المتقدمة في الويب مثل JavaScript, CGI هي
ما يجعلها تختلف عن سابقيها من الوسوم أو العناصر الأخرى. خاصة إذا احتجت إلى
بعض المقاطع البرمجية من هذه اللغات ضمن نماذجك. أما إذا اكتفيت بالإمكانات
المتواضعة التي توفرها HTML بالنسبة للنماذج. فما من مشكلة... لأنه
سيكون بإمكانك التعامل معها بكل بساطة. وفي هذا الدرس لن نتطرق بالطبع إلى
أي من اللغات سوى HTML.
إن الوسم الأساسي للنماذج والتي يجب أن يدرج جميع
الوسوم الأخرى المتعلقة بالنماذج داخل هذين الوسمين :-
<FORM> ... </FORM>
وكما جرت العادة نحتاج لتحديد بعض الخصائص التي تتعلق بطبيعة هذا النموذج.
ولدينا هنا ثلاث خصائص:
تحدد العنوان الذي سيتم إرسال بيانات النموذج إليه لتتم
معالجتها بالصورة المطلوبة. وعادة يكون هذا عنواناً لبريد إلكتروني Email
سوف يتم إرسال بيانات النموذج إليه. أو قد يكون عنواناً لبرنامج CGI
موجود على الكمبيوتر الخادم Server الذي تتواجد عليه صفحة الويب، حيث
يستقبل هذه البيانات ويعالجها حسب التعليمات الموجودة فيه كأن يضيفها مثلاً
إلى إحدى الصفحات (كما يحدث عادة في دفاتر الزوار) أو يتحقق من صحة بعض الحقول
المدخلة ومطابقتها لمعايير معينة، أو أن يقوم بالبحث عن كلمة أو عبارة ضمن
صفحات الموقع كما في نماذج البحث الموجودة في مواقع الويب.
تحدد الطريقة التي سيتم بها التعامل مع العنوان المحدد
في الخاصية السابقة ACTION. وهناك قيمتين لهذه الخاصية هما:
GET التي تستخدم في حالة كون عملية المعالجة
داخلية أي تتم داخل الخادم Server نفسه. في عندما نستخدم نموذج البحث
عن كلمة في الموقع، فإن عملية المعالجة (أي البحث) تجري مباشرة في الموقع.
والقيمة الثانية هي Post وتستخدم عندما
تكون عملية المعالجة خارجية كأن يتم إرسال البيانات إلى عنوان بريد إلكتروني.
هذه الخاصية تحدد طريقة الترميز التي سيتم إرسال
البيانات وفقاً لها. وهي تأخذ القيمتين التاليتين: (يجب أن تكتب هذه القيم
كما هي نصاً وحرفاً)
application/x-www-form-urlencoded
text/plain
وبدون الخوض في الأسباب التقنية التي أدت إلى
إيجاد هذين النوعين من طرق الترميز أو في أمور برمجية بعيدة عن موضوعنا، فإن
الدافع لإستخدام أي من القيمتين هو طبيعة عملية المعالجة التي ستجرى على البيانات
أو طبيعة برنامج البريد الإلكتروني الذي ستستقبل هذه البيانات من خلاله (إذا
كان يدعم MIME أم لا، وهي إختصار للعبارة Multi-purpose Internet
Mail Extentions وهي من المعايير السائدة في الإنترنت والتي
تتعلق بنقل جميع أنواع البيانات من صوت وصورة وليس فقط النصوص من خلال البريد
الإلكتروني). وما يعنينا هنا هو الفرق بين الطريقتين من حيث طريقة إرسال واستقبال
البيانات. فعند استخدام text/plain ستصل البيانات بالشكل التالي:
NAME=Ahmed Salah
Address=Cairo, Egypt
Email=asdh4@yahoo.com
(الكلمات Name, Address, Email هي أسماء الحقول
في النموذج ونقوم نحن بتعريفها أثناء عملية تصميم النموذج أما النصوص الظاهرة
بعد إشارة المساواة فهي البيانات المدخلة، وسوف نتحدث عن تعريف أسماء الحقول
بعد قليل)
أما عند استخدام application/x-www-form-urlencoded
فستصل البيانات بالشكل:
ولك أن تخيل مبلغ الصعوبة في تحليلها إذا احتوت على عشرات
الحقول. لذلك تتوفر برامج خاصة تعرف بـِ Formaters تقوم بإعادة ترتيب
البيانات المرسلة من خلال النماذج بشكل مفهوم بحيث تصبح كما لو كانت مرسلة
بترميز text/plain وإليك أحدها وهو برنامج مجاني يدعى
UrlCook.
لكن لا تعتقد أن الطريقة الأولى هي الأفضل دائماً فذلك يعتمد كما قلنا على
طريقة المعالجة والنقل بالبريد. لذلك لا ضير من أن تجرب الطريقتين لتعرف أيهما
أنسب لك.
إذن خلاصة القول: قد تكون أفضل صيغة لتعريف النموذج في
حالة أردت استقبال البيانات من موقعك إلى عنوان بريدك الإلكتروني هي:
نبدأ الآن في عملية تعريف أشكال البيانات في النموذج.
ونستخدم الوسم <INPUT> لتعريفها والحقيقة أن هذه الأشكال هي مجرد
خصائص أو بالأحرى قيم لخصائص تابعة لهذا الوسم. كيف؟ ... لنأخذ مثالاً على
ذلك لأوضح لك هذا المفهوم
حسناً، لقد استخدمت الوسم <INPUT> لتعريف
هذا الشكل (هذه إتفقنا عليها مسبقاً) ومن ثم قمت بإضافة الخاصية TYPE
لهذا الوسم لتحديد نوع الشكل الذي أريده وأعطيتها القيمة TEXT أي
<FORM ...>
<INPUT TYPE="text">
</FORM>
أرجو أن أكون قد وضحت لك الآن وظيفة الخاصية
TYPE وجميع القيم المستخدمة معها
ونعود الآن إلى مثالنا.. الخاصية الثانية المستخدمة مع <INPUT> هي
NAME وتستخدم لتسمية حقل البيانات حيث قمت بإعطاء الإسم address
لهذا الحقل في المثال. (لك كل الحرية في إعطاء الإسم الذي تريده للحقل). والحقيقة
أن هذا الإسم يعرّف الحقل في داخل النموذج نفسه، بحيث يمكن استخدامه فيما بعد
للحاجات البرمجية وضرورات المعالجة إن وجدت من قبل البرامج التي قد تضيفها
كمصمم للموقع. وحتى عندما تريد أن يُرسل النموذج إليك بالبريد فإن حقوله تعرّف
بالاسم الذي أدرجته لها من خلال هذه الخاصية. (لاحظ ما قلتُه سابقاً عن تعريف
أسماء الحقول عندما تحدثنا عن الترميز والطرق التي تصل بها محتويات النموذج).إليك
هذا المثال
Please enter your
address :
العبارة Please enter your address :
فهي مجرد عبارة توضيحية أضفتها ليعرف الزائر ما الذي يجب عليه كتابته
وتستطيع صياغة هذه العبارة كما تريد. ففي كل الأحوال ليس لها علاقة بجوهر النموذج
نفسه بعكس الخاصية NAME.
<FORM ...>
Please enter your address : <INPUT TYPE="text" NAME="address">
</FORM>
أما بالنسبة للعبارة الظاهرة داخل الحقل Cairo,
Egypt (أو أي عبارة أخرى تريدها) وهي بمثابة القيمة الإفتراضية التي تريدها
للحقل، فبالإمكان إظهارها من خلال الخاصية VALUE. وهذه الخاصية تستخدم
في الحالات التي نتوقع فيها كتابة قيمة دارجة أو متكررة من قبل معظم الزوار
وللتسهيل عليهم يتم تعيينها كقيمة إفتراضية وبالطبع مع توفر إمكانية حذفها
وكتابة ما يريدنه بدلاً منها.
<FORM ...>
Please enter your address : <INPUT TYPE="text" NAME="address" VALUE="Cairo,
Egypt">
</FORM>
قد نحتاج أحياناً إلى تحديد حجم الحقل ولذلك نستخدم
الخاصية SIZE مع الرقم الذي نريده كحجم للحقل، لنجرب الرقم 40
<FORM ...>
Please enter your address : <INPUT TYPE="text" NAME="address" VALUE="Nablus,
Palestine" SIZE="40">
</FORM>
Please enter your
address :
أو لنجرب الرقم 10 أيضاً
Please enter your
address :
لا يوجد للخاصية SIZE أي صفة تحكمية بالنسبة
لحجم المدخلات التي يمكن للزائر أن يكتبها داخل الحقل. وبعبارة أخرى: صحيح
أننا حددنا حجم الحقل لكن ذلك يسري فقط على مظهره على الشاشة. ولا يوجد ما
يمنع الزائر من الكتابة بحيث يتجاوز النص حجم الحقل المحدد. وهنا يأتي دور
الخاصية MAXLENGTH لتتحكم بالحد الأقصى للنص المدخل.
<FORM ...>
Please enter your address : <INPUT TYPE="text" NAME="address" VALUE="Nablus,
Palestine"
SIZE="40" MAXLENGTH="30">
</FORM>
Please enter your address :
حاول الكتابة في هذا الحقل لأكثر من 30
حرفاً وأنظر ماذا سيحدث?
النوع الثاني من الحقول المستخدمة في النماذج هو حقل
password وهو يشبه الحقل text من حيث الخصائص تماماً غير
أن مدخلاته تظهر على شكل ****** مهما كانت، وهو الفرق الوحيد بينهما. وربما
تكون قد استنتجت الآن أن هذا النوع من الحقول يستخدم عندما يوجد حاجة لإدخال
كلمة سر من قبل الزائر في النموذج
<FORM ...>
Please enter your name :
<INPUT TYPE="text" NAME="the name" SIZE="40" MAXLENGTH="30">
Please enter your passwod :
<INPUT TYPE="password" NAME="the password" SIZE="40" MAXLENGTH="30">
</FORM>
لاحظ أنني لم أرغب في كتابة قيم إفتراضية
VALUES للحقول، وأنا في هذا المثال أردت أن أوضح لك عدم أهمية كتابة قيمة
إفتراضية للحقول في بعض الحالات.
نأتي الآن إلى النوع الثالث من أنواع الحقول
وهو hidden أي الحقل المخفي. وكما نستنتج من اسمه فهو لن يظهر ضمن
النموذج. وهذا مثال:
<FORM ...>
Please enter your name :
<INPUT TYPE="text" NAME="the name" VALUE="" SIZE="40" MAXLENGTH="30"> <INPUT TYPE="hidden" NAME="my forms" VALUE="form1">
Please enter your passwod :
<INPUT TYPE="password" NAME="the password" VALUE="" SIZE="40" MAXLENGTH="30">
</FORM>
لاحظ هنا أن وجود هذا الحقل مثل عدمه بالنسبة
لمظهر النموذج، وأن الزائر لن يتعامل معه بل وربما لن يعرف أن هناك حقلاً مخفياً.
والسؤال هنا: ما الفائدة من وجود شيء مخفى لا إمكانية لاستخدامه؟ ولكي أجيب
على هذا السؤال دعني أطرح لك مثالاً أو حالة قد تواجهك كمصمم صفحات ويب...
لنفرض أن لديك ثلاث صفحات تتضمن كل منها نموذجاً ما وأن هذه النماذج متشابهة.
وتحتوي على نفس الحقول. وعندما تصلك البيانات كيف ستستطيع تمييز أي من هذه
النماذج استخدم لإرسال البيانات؟ بإمكانك إضافة هذا الحقل (الوهمي) وإسناد
أي اسم وأي قيمة له في كل نموذج.
وبذلك عندما تصلك البيانات المرسلة من قبل أي زائر
استخدم أي من النماذج الثلاثة سيصلك أيضا حقل إضافي قمت أنت نفسك بتعبئته سلفاً
عندما صممت النموذج وذلك بأحد الأشكال التالية:
my forms=form1
أو
my forms=form2 أو
my forms=form3
إذن نستطيع القول أن الحقل المخفي هو لاستخدام
المصمم وليس الزائر، وأن قيمته تدخل مباشرة عند التصميم. ويستخدم بهدف تعريف
قيم ما سيتم إرسالها جنباً إلى جنب ضمن بيانات النموذج التي قام الزائر بتعبئتها